قصة:_ضيف الله بن تركي وشالح بن حطاب بن هدلان
--------------------------------------------------------------------------------
هو الفارس شالح بن حطاب بن هدلان نشأ بين أفراد قبيلة الخنافرة والتي هي فخذ من قبيلة آل محمد القحطانية
عاش إلى سنة 1340هـ وكان مثالاً بشجاعته وامانته وصدقه وحسن خلقه وكرمه ووفائه ’ وكان يحكم لحل المشاكل سواء كانت على مستوى فري أو قبلي وكان محبوباً عند قبائل قحطان والقبائل الأخرى المجاورة
وكان له أخ شقيق أصغر منه يسمى ( الفديع ) كان مثالياً بشجاعته وجرأته وإقدامة في ساحات الوغى لدرجة المغامرة بنفسة
وكان وفياً مع أخيه شالح خادما مطيعاً له اميناً محباً له تحمل كل المشاق عن أخيه شالح 0 وأصبح هو حامي ظغينتهم وكانت إبلهم لاتذهب للمرعى إلا وهو معها مدججاً بالسلاح ممتطياً صهوة جواده وكانت القبائل الأخرى لا تجرؤ على الأقتراب منها مادام الفديع معها
وذات يوم ومع بزوغ الشمس وأخاه شالح جالس حول ناره يتناول القهوة التفت إلى الإبل وهي في مباركها قرب لبيت رآها تعتب في عقلها ولم ير الفديع
فنادى شالح : الإبل تعتب في عقلها والفديع غايب عنها اين هو
فقيل له: إن زوجتك تغسل رأسه وترجله داخل البيت
فقام غاضباً وقال : الإبلحائرة في مباركها ولم تذهب إلى المرعى وأنت عند النساء يغسلن رأسك ثم أخذ من التراب ووضعه على راس أخيه
فقام الأخ البار خجلاً من أخيه وأخذ يمسح التراب عن رأسه وهو يردد ــ العفو يا أخي العفو يا أخي ــ ثم طلب من زوجة اخيه أن تسرج جواده وتحضر سلاحه وذهب للإبل مسرعاً
أما شالح فقد رجع إلى قهوته وجلس حولها وعندما أطلق الفديع عقل الإبل ذهب إلى أخيه يمشي بحذر وبخفة متناهيه من حيث لايشعر به فقبل رأسه وقبل مابين عينيه وقال في أمان الله يا أخي وركب جواده وتبع إبله
وعند غروب الشمس عاد الفديع مع إبله ثم أقبل إلى مكان أخيه في مجلسه عند القهوة وأخذ يصب لإخيه القهوة ويقص عليه أخبار يومه الفائت ويداعبه بالنكات المضحكة ويحاول أن يثبت لإخيه انه لايحمل في نفسه عليه شيء وانه لم يغنظ من حثو أخيه التراب على رأسه وكل همه رضا أخوه عليه
وفي أحد الأيام وعندما عاد الفديع بعد غروب الشمس وجلس عند أخيه كعادته 0لاحظ الفديع أن أخاه كثير التفكير وشارد البال ’ فسأله مابه وما لذي يشغل تفكيره
فقال له شالح : ياأخي ليس بي شيء ألا أنني أفكر في حالتك لأنني أتعبتك في هذه الدنيا وأنت وحدك تتحمل المشاق عني 0 وكم اتمنى أن أبنائي كبار ليساعدوك
فقال الفديع : يا أخي أنا سعيد في خدمتك وكل ما أوده أن اكون وفياً معك وأن أنال على رضاك دائما ثم أنشد :
يابو ذعار اكفيك لوني لحالي **** واصبر على الدنيا وباقي تعبها
وان غَمْ اخوه معثرين العيالي **** انا لخُويه سعد عينه عجبها
وان جن مثل مخزمات الجمالي **** كم سابق تقزي ونا من سببها
كم خفرة قد حرَّمت للدلالي **** لبست سوادٍ عقب لذة طربها
وان جيت لي قفرٍ من النشر خالي **** يفرح بي الحواز يوم أقبل بها
افديك يا شالح بحالي ومالي **** يا فارس الفرسان مقدم عربها
يا مْتِيِّه ابله بروس المفالي **** ياللي حميت حدودها يا جنبها
قال هذه الأبيات لأخيه فتأر شالح بها وأجابه بهذه القصيدة :
عندما سمع شالح بن هدلان قصيدة أخيه تأثر بها وأجاب بهذه القصيدة
لاواخوٍلي عقب فرقاه باضيع **** كني بما يجري على العمر داري
اخوي ياستر البنيّ المفارايع **** ومطلق لسان اليّ باهلها تماري
ليته عصاني مرة قال ما طيع **** كود اني أصبر يوم تجري الجواري
انا اشهد إنه لي سريع المنافيع **** عبد مليك لي ولاني يشاري
تشهد عليه مناتلات المصاريع **** واعداه من كفه تشوف العزاري
يمناه تنثر من دماهم قراطيع **** وعوق العديم اللي بِدَمَّه يثاري
جداع سفرين الوجيه المداريع **** مخَلِّي سروج الخيل منهم عواري
القلب ماينسى بعيد المناويع **** ليث على صيد المشاهير ضاري
وكأن شالح بهذه القصيدة يتوقع مستقبل أخيه لمعرفته بمغامراته وشجاعته
وذات يوم كان شالح راحل بضعينته وكان أخوه الفديع أرمد العينين وجواده تقاد مع الضعينة وهو في هودج معصوب العينين 0فأغار عليهم كوكبة من الخيل وتبين لهم أن هذه الخيل المغيرة هي خيل ــ الحمدة ــ زعماء قبيلة عتيبة الشجعان المشهورين بالفروسيه والذي يضرب المثل بشجاعتهم
فأخذ شالح يدافع عن الضعينة بكل شجاعة وكانت الحرب بينه وبين المغيرين سجالاً فمرة يكثرون عليه ويهزمونه ومرة يهزمهم ويبعدهم عن الضعينة فطال القتال بينهم وهم على هذا المنوال وقد لاحظت والدة شالح والفديع أن شالحا أعياه الطراد فنزلت من هودجها واسرجت جواد الفديع وأحضرت سلاحه وقالت أنزل وهب لمساعدة أخيك لأن القوم سيغلبونه 0 فقال يا أماه انا أذوب كمداً وحسرة ولكن كيف أرى حتى أساعد أخي
فقالت : أنا سأجعلك تبصر وكان متلهفاً لأن يرى بعينيه 00 فأنزلته أمه من الهودج وأتت بماء وغسلت به عينيه وأخذت تفتحهما بشدة حتى أنفصل كل جفن عن الأخر ونزل الدم والصديد معاً من عينه فوثب على فرسه كالنمر وهو لايبصر إلا قليلاً فاستقبلهم الفديع وجندل أول فارس ثم الثاني فالثالث فلما رأى القوم ما حل بهم ورأو شجاعته أحاطوا به ورشقوه بعدد كثير من الرماح فأصبه رمح منها أخترق رأسه فخر قتيلاً ولكن الأعداء لاذوا بالفرار 00
ونزل شالح عن جواده وقلب أخاه فألفاه ميتا 00فكان نكبة موجعة له ولم يتمالك عينه من الدموع التي أنسابت على وجنتيه 00ثم أمر من حوله أن يكفنوه ويدفونه وكانوا بواد بنجد يسمى ( خفا ) وكان على جانب الوادي هضبة تسمى هضبة خفا فدفن الفديع على مقربة من هذه الهضبة ولقد رثى شالح أخاه بقصيدة تقطر من دم قلبه في هذه المقطوعة :
أمس الضحى عَدّيت روس الطويلات **** وهيضت في راس الجحا ما طرا لي
وتسابقن دموع عيني غزيرات **** وصفقت بالكف اليمين الشمالي
وجَرِّيت من خافي المعاليق ونات **** والقلب من بين الصناديق جالي
واخوي ياللي يم قارة ــ خفا ــ فات ****من عاد من عقبه بيستر خمالي
ليته كفاني سوّ بقعا ولا مات **** وانا كفيته سوّ قبر هيالي
وليته مع الحيين راعي الجمالات **** ونا فدا له من غبون الليالي
واخوي ياللي يوم الاخوان فلات **** من خلقته ماقال ذا لك وذا لي
تبكيه هجنٍ تالي الليل عجلات **** ترقب وعدها يوم غاب الهلالي
وتبكي على شوفه بنيّ عفيفات **** من عقب فقده حرمن الدلال عوق العديم إن جا نهار المثارات **** والخيل من حسه يجيهن جفالي
وكان لشالح ثلاثة من الأبناء اكبرهم ذعار وأوسطهم ــ ذيب ــ واصغرهم عبد الله فأخذ شالح يربيهم ويدربهم على ركوب الخيل والفروسية ومن خلال تدربه لهم ونظره إليه ومن واقع الفراسة العربية لمح أن من بينهم صبياً سعيضة عن فقد أخيه الفديع لما لمح فيه من الحدة والفروسية إنه ابنه ( ذيب بن شالح ) والذي أصبح مضرب المثل في الفروسية والشجاعة والكرم واشتهر بين قبائل نجد ولم يكن اخويه ذعار وعبد الله بأقل منه شأناً بين قبائل نجد وقحطان وكان لهما فروسيتهما وأفعالهما المجيدة الأخرى ولكن شهرة ذيب طغت عليهما وعلى غيرهما وقبل أن يأتي دور ذيب بقي شالح يترقب الفرصة لأخذ ثاره من الحمده رؤساء عتيبة في قتل أخيه الفديع وقد اعد العدة لذلك وبعد مرور الأيام سنحت الفرصة لشالح لأخذ ثأر أخيه من الحمدة بعد أن تقابلوا بالميدان
وكان أحد أقارب شالح المسمى مبارك بن غنيم بن هدلان قد تعهد بأخذ ثار الفديع فعمد إلى ــ عبيد ــ بن الأمير تركي بن حميد الفارس المشهور عمد إليه في ساحة الوغى فجندله بثأر الفديع فكبر المصاب على الحمدة بفقدان فارسهم عبيد بن تركي بن حميد وكان خسارة مؤلمه لهم وأخذ أخوه ــ ضيف الله ــ بن تركي يتمثل هذه البيات متوعداً قبيلة قحطان التي قتلت أخاه ومحرضاً الأمير محمد بن هندي بن حميد إلى ذلك فقال :
#####################
نعود لقصيدة ضيف الله بن تركي والتي يقول فيها
ياونتي ونة كسير الجبارة **** إلى وقف ماحتال وليا قعد ون
عليك ياشباب ضو المنارة **** عليك ترفات الصبايا ينوحن
من مات عقب عبيد قِلنا ِودَاره **** لاباكيٍ عقبه وَلاَقَايل من
تبكيك صِفرٍ البسوها غياره **** تبكيك يوم ان السبايا ينعن
وتبكيك وُضحٍ ربَّعت بالزبارة **** اليا قِزن من خايع مايردن
الخيل غقب عبيد ما به نماره **** وش عاد لو راحن وش عاد لو جن
يا شيخ ماتامر عليهم بغارة **** كود الجروح اللي على القلب يبرن
يقطع صبي ما ينادي بثاره **** إلى اقبلن ذولى وذوليك قفن
يااهل الرمك كل يعَسِّف مهاره **** والمنع مانطريه لاهم ولاحن
فأجابه شالح بن هدلان بقصيدة قال فيها :
ضيف الله اشرب ماشربنا مرارة **** إصبر وكنك شالحٍ يوم حزن
وراح الفديع اللي علينا خسارة **** واخذ قضاه عبيد حامي ثِقلْهن
يمنى رمت به ماتجيها الجبارة **** اللي رمت بعبيد في معتلجهن
من نسل ابوي وضاريٍ للشطاره **** يصيب رمحه يوم الارماح يخطن
وعبيد خللِّي طايح بالمغارة **** عليه عكفان المخالب يحومن
وعادتنا بالصيد ناخذ خياره **** ثلاثة الجذعان غصبن بلا من
ماني بِقَصَّادٍ بليا نماره **** أجدع نطيحي بالسهل وإن تلاقن
من حل دار الناس حلو دياره **** لابد ماتسكن دياره ويغبن
ومن شق ستر الناس شقوا ستاره **** ومن ضحك بالثرمان يضحك بلا سن
وان كان ضيف الله يعسف مهاره **** فمهارنا من عصر الاول يطيعن
وهنا نوه شالح بن هدلان عن مقتل عبيد بن تركي وانه أخذ ثأر الفديع منه وكذلك أشار إلى مقتل الثلاثة الجذعان أي ( الشبان )
وهم
سلطان بن محمد بن هندي 00 ونايف بن محمد بن هندي 00 وابن عم لهم
ونرجع إلى الفتى ذيب بن شالح بن هدلان والذي ما إن بلغ الرابعة عشرة من عمره إلا وقد تدرب على ركوب الخيل وقد رباه ابوه أحسن تربية وذات يوم أجتمع مشائخ الحي من أقارب شالح بن هدلان وهم أبناء عمه السفارين أجتمعوا للرأي والمشورة ولم يدعوا شالح لحضور الإجتماع وفي أخر إجتماعهم أرسلوا إليه رسولاً يدعوه إليهم وكان عنده علم بإجتماعهم فقال لرسولهم أخبرهم أني لن أحضر إجتماعهم لأنهم أجتمعوا قبل أن يخبروني وأنا سأرحل عنهم حالاً إلى قبيلة الدواسر ثم شد رحله وحاولوا أن يثنوه إلا أنه كان مصمماً على الرحيل وأرسل لهم هذه القصيدة
أنا ليا كثرة لشاوير ماشير **** وحلفت ماني بارزٍ من دعاني
وانا صديقه في ليالي المعاسير **** والاَّ الرخاكلٍّ يسد بمكاني
وشوري ليا هجت توالي المظاهير **** شلفا عليها رايب الدم قاني
شلفا معودها لجدع المشاهير **** يوم السبايا كنها الديدحاني
ماني بخبلٍ مايعرف المعابير **** قدني على قطع الفِرَج مرجعاني
إن سندوا حدرت يم الجوافير **** وإن حدروا سندت لمريِّغاني
ناخذ بخيران المريبخ مسايير **** ومادبر المولى على العبد كاني
فرحل إلى قبيلة الدواسر وعندما وصل إليهم أكرموه واعزوه فصادف ذات يوم وهو عندهم ان أغار عليهم فرسان من قبيلة عتيبة اخر النهار وكان ذيب بن شالح قد بلغ من العمر الرابعة عشر ة إلا أنه قد دربه أبوه على الفروسية والقتال 000
ذهب شالح بن هدلان إلى قبيلة الدواسر وعندما وصل إليهم أكرموه واعزوه , وصادف أثناء وجوده بينهم أن أغار عليهم فرسان من قبيلة عتيبة آخر النهار وكان ذيب بن شالح قد بلغ من العمر اربعة عشر عاما , ولكن والده كان قد أعده لمثل هذا اليوم وعلمه فنون الفروسية والكر والفر وفنون القتال , واعد له جواداً من الخيل الأصيلة لأنه يعلق عليه آمال جسام
وعندما علم الدواسر بغارة الفرسان على إبلهم ركبوا خيولهم وكروا على القوم المغيرين وكان جارهم ــ ذيب ــ الصغير سناً الكبير همة معهم
وعندما تجاولوا على الخيل عند الإبل منع الدواسر إبلهم وراحوا يطاردون المغيرين من قبيلة عتيبة وكانت الشمس قد غربت , فدفع ذيب جواده بسرعة البرق على فارس من قبيلة عتيبة كان في مؤخرة الفرسان يدافع عن جماعته فلكزه برمحه فرماه عن جواده واخذ الجواد غنيمة
وكانت صفراء اللون تميل إلى البياض وكانت غريبة الشكل لايعادلها من الخيل شيء فرجع فرسان الدواسر منتصرين بعد أن هزمو ا القوم وأخذوا منهم عدد من الخيل
ورجع ذيب مع جيرانه منتصراً وغانماً أجمل جواد في نجد وكانت هذه أول وقعة يشها ــ ذيب ــ فأسرع أحد فرسان الدواسر ليبشر جارهم شالح أن ابنه بخير وقد عاد مع الفرسان منتصرا وأنه غنم جواداً لايعادله جواد في نجد ولما وصل الفارس إلى شالح وجده واقفاً أمام بيته تيرقب أخبار ابنه الغالي فزف إليه الدوسري البشارة فتهلل وجه شالح يشراً وفرحاً ولما وصل ــ ذيب ــ ترجل عن الجواد الذي غنمه من القوم وجاء يمشي نحو أبيه بخطوات ثابته كأنه النمر فسلم على أبيه وقبل جيبنه وسلم له عنان الجواد الذي غنمه فشكره أبوه وقال هذا ظني فيك يا ذيب , وعندما رأى شالح الجواد عرف أن له شأن عظيم وفي الصباح أعاد النظر في الجواد فإذا هي التي يضرب بها المثل عند قبيلة عتيبة وقبائل نجد وكانت تسمى ( العزبة )
وعندما علم بها الأمير محمد بن سعود بن فيصل وعلم بها أمير حائل محمد بن رشيد أرسل كل واحد منهم رسله يطلبون الجواد من شالح ولكن شالح أعتذر من الرسل وقال لهم بصريح العبارة أن هذا الجواد أخذه ــ ذيب ــ من الأعداء وهي لاتصلح إلا له
ثم أنشد
يا سَابِقي كثرة علوم العرب فيك **** علم الملوك من اولٍ ثم تالي
لانيب لابايع ولاني بمهديك **** وانا اللي أستاهل هدو كل غالي
وانتي من الثلث المحرم ولا اعطيك **** ونتي بها الدنيا شريدة حلالي
ياما حلىخطوى القلاعة تباريك **** افرِح بها قلب الصديق الموالي
وياما حلى زين الندا في مواطيك ****في عَثعَثٍ توه من الوسم سالي
وياحلو شمشولٍ من البدو يتليك **** بقفرٍ به الجازي تربِّي الغزالي
الخير كله نابتٍ في نواصيك **** وادْله ليا راعيت زولك قبالي
جابك صبي الجواد من كف راعيك **** جابك عقاب الخيل ذيب العيالي
ياسابقي نبِي نِبَعِّد مشاحيك **** والبعد سلم مكرمين السبالي
يم الجنوب وديرته ننتخي فيك **** لِرَبعٍ من الأوناس قفر وخالي
وبعد أن قال هذه القصيدة رحل إلى الربع الخالي كما ذكر في قصيدته وابعد عن الأمير ابن سعود , وعن محمد بن رشيد لئلا يأخذا جواد أبنه قسراً و بهذه الفترة بعد يلمع نجم ــ ذيب ــ الخيل وبدأت الأنظار تتجه إلى الفارس الشاب الشجاع وزادت أخبار شجاعته وفروسيته انتشارا وأخذ الناس يتحدثون عنه 00 وكان ذيب يسأل أباه ورجال الحي من قبيلة الخنافرة 0عن مصدر الخطر الذي يتوقعونه ؟ ومن ايب جهة يمكن العدو أن يفاجأنا منها ؟
فيقولون له 000000
فيقولون له هو من جهة قبيلة عتيبة من ناحية الشمال فيقول ذيب لراعي إبله اذهب بإبلي إلى الشمال أي إلى ناحية الخطر الذي يمكن أن يكون من ناحية عتيبة ويتفوه بفخر وأعتزاز قائلاً سأحمي ابلي وابل قبيلة الخنافرة من اي غازي كان سواء من قبيلة عتيبة أو غيرها فتذهب ابله وترجع سالمة ولايمكن لأحد أن يتجرأ عليها مادام ذيب الفارس المغوار موجود معها
ومما قيل عن شالح بن هدلان انه إذا جلس في مجلسه وحوله رجال القبيلة ينادي أبنه ذيب فيأتيه مسرعا فيأخذه الأب ويقبله كأنه طفل صغير ثم ينفجر باكياً وقد لامه قومه كثيراً على هذا التصرف قائلين كيف تقبِّل ذيب وكأنه طفل صغير
فيقول : دعوني أقبله وابكي عليه واودعه كل يوم , لأنني أتخيل اني سأحرم منه في يوم من الأيام
لأن من كان يخوض غمار المعارك بمثل بطولة وشجاعة ذيب ومغامراته واندفاعه في المعارك لايمكن أن يكون من أصحاب الأعمار الطويلة ثم قال قصيدته المشهورة
ما ذِكر حيٍ بكى حي ياذيب **** واليوم أنا بابكيك لو كنت حيا
ويا ذيب يبكونك هل الفطَّر الشِّيب **** إن لايَعَتهُم مثل خيل المحيا
وتبكيك قطعان عليها الكواليب **** وشيَّال حِمل اللي يبون الكفيا
وتبكيك وضح علقوها دباديب **** إن رددت من يمة الخوف عيا
ويبكيك من صكت عليه المغاليب **** إن صاح بأعلى الصوت ياهل الحميا
ننزل بك الحزم المطرِّف ليا هيب **** إن رددوهن ناقلين العصيا
أنا أشهد إنك بيننا منقع الطيب **** والطيب عسرٍ مطلبه ما تهيا
ولقد زادته هذه القصيدة شهره واسعه في نجد وسارت بها وأشعارها الركبان
أخذ الغزاة يتحاشون الغارة على قبيلة الخنافرة خوفاً من ذيب حتى أن الأمير محمد بن هندي بن حميد قال لفرسان قبيلة عتيبة :
أنا أوصيكم بأنكم إذا اغرتم على إبل العدو وسمعتم عندها من يعتزي بقوله : خيال البلها وانا بن دارج فلا تطمعوا بالأبل انجو بأنفسكم
لأن هذه نخوة قبيلة الخنافرة من قحطان[b]